الشباب و البيئة في العالم العربي

ما السبيل نحو تحقيق وعي بيئي بالمخاطر البيئية في عالمنا العربي؟ وهل ذلك يتوقف على دور الحكومات والجهات التنفيذية والجمعيات الأهلية فقط؟ وما هو دور الشباب في بلدان العالم العربي من أجل المساهمة في المحافظة على البيئة؟ ووضع حلول مشتركة للحد من تدهور الموارد الطبيعية الناتج عن نمو سكاني مرتفع تقول التوقعات الإحصائية أنه سيصل سنة 2025 إلى 425 مليون نسمة. مما سيؤدي إلى المزيد من السكن العشوائي الذي يزحف على الغابات والمناطق الزراعية كما تؤدى ارتفاع نسبة الفقر إلى المزيد من استنزاف الموارد الطبيعية والإخلال بالتوازن البيئي بالمنطقة العربية

التسيير المستدام للماء :
إن مشكل الحصول على الماء هو مشكل كوني حيث يترتب عنه مجموعة من المشاكل على عدة أصعدة ومستويات ، ح
يث أنه يشمل الميدان الصحي، الأمن الغذائي العا لمي.. مع العلم أن أزمة الحصول على الماء ستزداد تعقيد ا لأنه من المنتظر أن يرتفع عدد سكان العالم من 6.4 نسمة إلى 8.9 مليار نسمة سنة 2050 وذلك حسب ما أورده صندوق الأمم المتحدة للسكان.اضافة الى أن 49 من الدول الأكثر فقرا ستشهد ارتفاعا في عدد سكانها إلى ثلاثة أضعاف أي1.4 مليار نسمة وإن نصف أنهار و بحيرات العالم ملوثة، نصف المناطق الرطبة اختفت منذ بداية القرن لعشرين إن الماء عنصر حيوي ولكن ازدياد الطلب عليه يفرض علينا التقنين في استعماله. وتعتبر التغيرات المناخية من بين الأسباب الأساسية لندرة الماء.


التصحر :
التصحر هو تعرض الأراضي للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة. ويحدث التصحر نتيجة لنشاطات الإنسان وتغيرات المناخ. والتصحر لا يشير إلى اتساع الصحارى الحالية بل انه يحدث لأن النظم الإيكولوجية في الأراضي الجافة، والتي تغطى أكثر من ثلث أراضى العالم تتعرض بصورة شديدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير المناسب للأراضي. ويمكن أن تتقوض خصوبة الأرض نتيجة للفقر وعدم الاستقرار السياسي وإزالة الغابات والرعي الجائر وأساليب الري الرديئة. ويتضرر نحو 250 مليون نسمة من التصحر بصورة مباشرة. وعلاوة على ذلك، أصبح نحو ألف مليون (أو مليار) نسمة في أكثر من مائة بلد معرضين لمخاطر التصحر. ويندرج في هذه الفئة من السكان الكثير من المواطنين الأشد فقرا والأكثر . (المصدر: اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: عجالة تفسيرية).


تراجع التنوع البيولوجي :

إن الكائنات الحية تتوزع في مجموع الكرة الأرضية، فمن جهة فهي تتوزع حسب المناخ،و من جهة أخرى حسب تاريخ تطور الأرض . وبدون شك فإن انقراض عدد كبير من هاته الكائنات الحية له علاقة وطيدة بتطور الإنسان حيث أن جهله بالمنظومة البيئية(السلاسل الغذائية، التنوع البيولوجي)جعله يقضي على هاته الكائنات بقصد أم بغير قصد. وبصفة عامة فإن ازدياد عدد السكان،اختلاف وتطور الوسائل التي "يهاجم" الإنسان بها بيئته أدى إلى تغير بنية الكوكب، ممثلا في تراجع التنوع الو راثي لدى مجموعة من الكائنات،و تراجع في التنوع البيولوجي في العالم

مشكل الموارد المائية :

إن الموارد المائية تتعرض للاستنزاف جراء ما تفرزه المصانع و المنازل من نفايات و كذلك استعمال الأسمدة الكيماوية يضر بالفرشات المائية.و قد أشار تقرير منضمة الأمم المتحدة أن " مواطن من أصل5 محروم من الاستفادة من الماء الصالح للشرب بسبب سوء تسيير الموارد المائية والتقلبات المناخية و أربعون في المائة من ساكنة العالم تعاني من غياب خدمة الصرف الصحي و مليار نسمة تعاني من نقص الماء الصالح للشرب".


معالجة النفايات :

تعتبر النصوص القنونية ان النفايات هي كل ما تبقى من عملية الانتاج التحويل و الاستعمال. بعض الإحصائيات تشير إلى ان النفايات المعاد استعمالها تشكل كميات مهمة. اذا اعتبرنا النفايات المنزلية و المصنعية أكثر من 10 ملايين طن من النفايات الصلبة أي ما يقارب 1500 كغ للمواطن في السنة تتم إعادة استعمالها .هذه المواد الثانوية تغطي حاليا 35 في المئة من الحاجيات

خاتمة :
وإذا كانت الأمم المتحدة قد أعلنت سنة 2006 كسنة دولية للصحاري والتصحر واختيار شعار لا تهجروا الأر
اضي القاحلة، ليوم البيئة العالمي الذي جرت احتفالاته في الجزائر، فإن عالمنا العربي تشكل الصحراء فيه 75% من مجموع أراضيه، مما يزيد من تعقيد الوضع البيئي بالمنطقة ندرة المياه، قلة الموارد الغذائية الشيء الذي يؤثر سلبا على نوعية حياة السكان وصحتهم ومجالاتهم الاقتصادية، فهل تشكل التربية البيئية مدخلا من مداخيل تحسين الوضع البيئي المحلي وتطوير مهارات الشباب وقدراتهم نحو التعاطي بشكل إيجابي وسليم مع بيئتهم للاستفادة من خيرات الأرض دون المساس بحق الأجيال القادمة في ذلك وهذه إحدى السبل لتوجيه مجهودات ساكنة المنطقة نحو التنمية المستدامة الشاملة لتطوير أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية، وضع حجر الأساس لمستقبل بيئي أفضل، ومن شأن إنشاء مراكز وأندية للتربية البيئية والتي من أهم أهدافها: تغيير السلوك والتعريف بالأنماط البيئية الإيجابية والتسلح بالمعرفة التي تبرز حقيقة الترابط والعلاقة الوطيدة بين الحفاظ على البيئة واستمرار وجودنا وحياتنا.

تجربة الجمعية المغربية " البساط البيئي الاخضر"
تعمل جمعية البساط البيئي الاخضرعلى تعزيز الوعي البيئي لدى الشباب عن طريق المنتديات والدورات التكوينية أن ينتج مشاريع مشتركة تبدأ من المنزل وتتطور في المؤسسات التعليمية لتتعداها إلى المجتمع بأسره. كما تساهم في تعبئة الشباب للانخراط في جمعيات ومنظمات محلية بيئية، وجعله شريكا في إيجاد الحلول ومشاركا في الأنشطة الميدانية من حملات للتوعية والتحسيس والنظافة وعمليات التشجير والبستنة، في ترسيخ مفاهيم التربية البيئية، وهذا ما عملت الجمعية عليه طيلة العشرة سنوات من الممارسة داخل النوادي البيئية المدرسية التي تم تأسيسها محليا في المؤسسات التعليمية بجهة الرباط سلا زمور زعير بالمملكة المغربية كان من أهم ثمارها تدشين مركز للتربية البيئية أطلق عليه مشروع: " المدرسة الخضراء" يضم هذا المشروع البيئي، مكتبة خضراء، نادي البستنة، بركة بيولوجية، محمية بيئية مصغرة، نادي إعلاميات، إذاعة بيئية، مجلة خضراء شهرية ومتحف بيئي ، ويعمل على تنشيط هذه النوادي مجموعة من الأطر الشابة وسيستفيد منه أزيد من 350 طفل. إن من شأن تعميم هذه التجارب وتراكمها أن يرفع من مستوى الوعي بالمخاطر التي تهدل بيئتنا فإذا كانت الأمم المتحدة قد بدأت في رفع شعارات بيئية تدق بها ناقوس الخطر في الأيام البيئية العالمية منذ أرضنا مستقبلنا، فلنهب لاتقادها سنة 1999 حتى الصحاري والتصحر سنة 2006 . فعلينا أن نضاعف الجهود للتأثير في السلوك اليومي لشبابنا عن طريق البرامج التعليمية، ووسائل الإعلام، بإستراتيجية واضحة لتحقيق تضامن وتعاون أبناء المنطقة نحو مستقبل مشترك تتعزز فيه قيم المحافظة على المقدرات البيولوجية والموارد الطبيعية كحق طبيعي لهذا الجيل و إرث مشروع للأجيال القادمة .

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و الله تبقى مشكلة البيئة كبيرة في بلادنا اين نحن و ان قارنا انفسنا بدول الاجنبية و خاصة اليابان بلد يقدرون فيه معنى حماية البيئة رغم انه بلد غير مسلم و لكن النظافة عندهم شيئ يفوق الخيال اما نحن في بلد اسلامي يعتز بإسلامه و تعاليم ديننا الحنيف يأمرنا بالنظافة الا انه بلد حدث و لا حرج الوعي البيئي مفقود نفايات في كل مكان لا اله الا الله

    ردحذف