قرابة 3 ملايين طن من النفايات الصناعية والسامة في الجزائر


تواجه تحديا كبيرا أمام زحف التلوث الصناعي
تواجه الجزائر التي تشارك في قمة كوبنهاغن تحديات في مجال تسيير ومعالجة النفايات الصناعية والسامة بما في ذلك الكربون، حيث صنفت من قبل البنك العالمي من بين الدول في القارة الإفريقية التي تسجل أعلى المستويات، بينما قدرت تقارير أوروبية متخصصة مقدار النفايات الصناعية والسامة في الجزائر بحوالي 3 ملايين طن، كما تواجه الجزائر مخاطر التلوث عبر ناقلات النفط، حيث تقدّر عدد ناقلات النفط والغاز التي تمر بمقربة من السواحل الجزائرية بمتوسط 100 يوميا من مجموع ما بين 250 إلى 300 ناقلة تأخذ مسار البحر المتوسط.
وقدرت مهمة فرنسية متخصصة قامت بعدد من الزيارات الميدانية ما بين 2007 و2008 كمية النفايات الصناعية الخاصة المكدسة في الجزائر بأكثـر من 8,2 مليون طن، فيما يصل إنتاج النفايات الخاصة إلى حوالي 325 ألف طن سنويا. كما قدرت تقارير صادرة عن الهيئة الوطنية لمسح الأراضي الخاصة بالنفايات الخاصة إلى إحصاء أكثـر من 1,1 مليون طن من النفايات في المناطق الشرقية وأكثر من 378 ألف طن في المناطق الوسطى وأكثـر من 500 ألف في المناطق الغربية، في وقت لا تزال كميات من الأميانت والمواد الصيدلانية والأدوية الفاسدة والمبيدات الفاسدة مكدسة أيضا.
كما تحصي الهيئات المتخصصة عدة مواد سامة وصناعية وحساسة مخزنة ومكدسة في الجزائر، من بينها نفايات أحماض السيانور، حيث يتواجد 272 طن ويتم إنتاج كميات تقدّر بـ 22 طن سنويا من هذه النفايات، يضاف إليه نفايات الزئبق، إذ تم إحصاء مليون طن من المادة الحساسة مكدسة مقابل إنتاج إضافي لـ25 ألف طن سنويا.
أما بالنسبة لمادة الأميانت، فإن الكميات المكدسة تتجاوز 30 ألف طن، وقد تم إحصاء كميات على مستوى وحدات الإسمنت بالعاصمة ومفتاح وسكيكدة. وإلى جانب نفايات الزيوت الصناعية والأسكاريل الناتجة عن المحركات والآلات الكهربائية المقدرة بقرابة 3000 طن، فإنه تم إحصاء 12 ألف طن من المواد الصيدلانية والأدوية الفاسدة. وعلى الرغم من اعتماد ترسانة قانونية ابتداء من القانون رقم 01/19 بتاريخ 12 ديسمبر2001 حول التسيير والمراقبة والقضاء وسبعة مراسيم تنفيذية ما بين 2003 و2006 وفرض رسوم خاصة بالملوثين، أن ظاهرة النفايات الحساسة والسامة والصناعية المكدسة لا تزال تطرح بحدة، وأن طرح عمليات غلق عدد من المركبات الصناعية الملوثة واعتماد برنامج للقضاء على المبيدات الفاسدة بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة. واستنادا إلى عمليات مسح ودراسات قامت بها فرق متخصصة فرنسية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للنفايات ووزارتي الصحة والبيئة ما بين 23 إلى27 جوان 2007 تبيّن بأن النفايات السامة تتمركز في ست ولايات أساسية هي: العاصمة وعنابة ووهران وتلمسان وبجاية وسكيكدة، ومن بين المواد البارزة الأميانت ومبيدات الحشرات.
فضلا عن ذلك، كشفت دراسة جدوى عن إحصاء 1100 طن من المبيدات الفاسدة في الجزائر في شكل مواد صلبة و615 ألف لتر من المبيدات السائلة. فيما تقدرها منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة بأكثر من 605 ألف طن وتتشكل المواد السامة الفاسدة أيضا من نفايات الزئبق، حيث يخزّن موقع عزازفة 1 طن وهناك 22 طنا من مادة السيانور تنتج سنويا و270 طن مخزنة، إضافة إلى كميات من نفايات المحروقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق