النظام البيئي الحيوي و اثار حرائق الغابات على الكائنات الحية والتربة
الإنسان والغابة :الغابــة نظــام بيئـي شديد التعقيد يرتبط بشكل دقيق بحياة الإنسان نظراً لاستعمالاتها ومنتجاتها العديدة
نذكر منــها:
• تلطف الجو وتنقيه من الملوثات (تحمي البيئة ) .
• تثبت التربة وتحافظ على المياه وتحد من تلوث الأنهار والجداول .
• توفر فرص العمل للكثير من السكان في مناطق الغابات .
• مصدر للطاقة (وقود – فحم ) .
• مورد بيئي اقتصادي متجدد (الخشب ومنتجاته .... ) .
• مصدر للأعلاف وموائل للحياة البرية .
• مكان للسياحة والاستجمام .
الموائل Habitats :
وهي المواقع الطبيعة التي تعيش فيها الأحياء النباتية والحيوانية وخاصة الفطرية فيما بينها بما في ذلك العوامل المناخية والتربة والنظم البيئية التي تؤمن الغذاء والمأوى .
تعريف النظام البيئي : هو أي مساحة من الأرض الطبيعية وما تحويه من كائنات حية (نباتية , حيوانية ) ومن مواد غير حية 000 حيث تكون الكائنات الحية والمواد الغير حية في حالة تفاعل مستمر مع بعضها البعض وما ينتج عن ذلك من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية على مستوى المواد والطاقة فيما بينها .
مكونات النظام البيئي :
• مكونات أو مواد غير حية : وتتمثل في المركبات الأساسية العضوية وغير العضوية الموجودة في البيئة مثال : الكربون , الهيدروجين , الأوكسجين , الماء 0000 إلخ .
• مكونات حية : تقسم إلى :
• كائنات منتجة : وهي الكائنات الحية الذاتية التغذية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بواسطة التمثيل الضوئي وهي النباتات الخضراء
كائنات مستهلكة : وهي كائنات حية لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها أي غير ذاتية التغذية وتتضمن الكائنات التي تتغذى مباشرةً على النباتات مثل الحشرات , الحيوانات ومنها الإنسان .
كائنات مفككة : وهي كائنات غير ذاتية التغذية تعتمد على تفكيك جثث وبقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات في تغذيتها .
مثال : البكتريا , الفطريات ...إلخ ... وبعض الحيوانات الأولية .
• إن الكائنات الحية المكونة للنظام البيئي تتفاعل فيما بينها بحيث يرتبط وجود البعض منها بالبعض الآخر .
كما تكون في تفاعل مع المواد غير الحية ومع عوامل البيئة بحيث يشكل المجموع كلاً مستقراً ومتوازناً وبالتالي يتميز النظام البيئي بوجود سلسلة غذائية بين مكوناته المختلفة
السلاسل الغذائية في النظام البيئي :
لما كانت الكائنات الحية الموجودة في النظام البيئي بحاجة إلى النمو والتكاثر من أجل المحافظة على نوعها واستمرار وجودها فهي بحاجة إلى الطاقة التي تستمدها من الطعام في عملية التنفس .
• فالنباتات الخضراء تقوم بصنع احتياجات نموها وتكاثرها من مواد الغذاء بواسطة التمثيل الضوئي مع ترك فائض لتغذية الكائنات الأخرى التي تعتمد على هذه النباتات الخضراء .
• من بين الكائنات الحية أنواع أخرى تدخل في مع النباتات الخضراء في تكوين السلسلة الغذائية
تعريف السلسلة الغذائية : تعني تحويل طاقة الطعام المستمدة من مصدر ما عن طريق سلسلة من الأنواع يأكل فيها كل نوع النوع الذي يسبقه في السلسلة وهذه الأخيرة تأكلها بدورها الأنواع التي تأتي بعدها في السلسلة الغذائية وتبدأ السلسلة الغذائية دائماً بالنباتات الخضراء التي تتلقى طاقتها من الشمس .
(هي محصلة انتقال الطاقة بين سلسلة من الأنواع ) .
مثال : الأرانب أو الغزال تتغذى على النباتات الخضراء مما يؤدي إلى انتقال الطاقة التي تثبتها النباتات الخضراء في صورة كربوهيدرات ودهون وبروتينات وغيرها إلى هذه الحيوانات والتي بدورها تحول المادة النباتية إلى حيوانية .
هذه الحيوانات (آكلة النباتات ) تشكل غذاءً لبعض الحيوانات الأخرى مثل (الثعالب , الذئاب 000إلخ) مما يؤدي إلى انتقال المادة الحيوانية من حيوانات (آكلة النباتات ) إلى حيوانات (لاحمة) وبالنهاية فإن (محصلة انتقال الطاقة ) هو ما يعرف باسم السلسلة الغذائية .
بعد موت النباتات والحيوانات تصبح بقاياها طعاماً للكائنات المفككة (بكتريا , فطريات ) .... التي تفككها وتحولها إلى مواد بسيطة تستغلها النباتات في غذائها من جديد ...... وهكذا ......
وبالتالي فالكائنات المفككة :
• تساعد على عدم تراكم الجثث وبقايا النباتات .
• تعمل على تفكيك المواد العضوية مما يتيح استعمالها بشكل مستمر مما يسمح ببقاء واستمرار عمل النظام البيئي
أنواع السلاسل الغذائية :
• سلاسل غذائية افتراسية أو طفيلية .
• سلاسل غذائية رمية .
المستويات الغذائية :
تقسم الكائنات الحية في النظام البيئي إلى عدة مجاميع تبعاً لطريقة حصولها على غذائها ويسمى كل واحد من هذه المجاميع مستوى غذائي .
وتصنف المستويات الغذائية في النظام البيئي كما يلي :
المنتجات : أي الكائنات التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي وبالتالي تحويل الطاقة الضوئية الآتية من الشمس إلى طاقة كيميائية وهذه الكائنات هي النباتات الخضراء تمثل صلة الوصل بين المكونات الحية وغير الحية للنظام البيئي .
الكائنات المستهلكة الأولية : وهي الحيوانات التي تقتات بالأعشاب وتمثل أو مستوى من الكائنات يتغذى على غيره أي المستوى الاستهلاكي الأول مثال : الحشرات , القوارض , بعض الثدييات .
الكائنات المستهلكة الثانوية : وتمثل الحيوانات التي تقتات مباشرةً على الحيوانات العاشبة أي (الحيوانات اللاحمة ) وبالتالي تكون المستوى الغذائي الاستهلاكي
• الكائنات المستهلكة العليا : وتمثل الحيوانات اللاحمة العليا التي تتغذى على غيرها من الحيوانات آكلة اللحوم وتضم الحيوانات المفترسة .
وهي تنتمي إلى المستويين الاستهلاكيين الثالث والرابع .
• يمكن لنوع واحد أن يشغل أو يمثل أكثر من مستوى غذائي أو استهلاكي كالإنسان الذي يأكل :
الحبوب , الخضار , الفواكه , الأسماك , اللحوم .
الشبكة الغذائية :
نظراً لتداخل السلاسل الغذائية مع بعضها يكون الكثير من المستهلكين غير مخصص بنوع واحد من الغذاء فإن العلاقات الغذائية تكون شبكة غذائية يكون فيها أمام المستهلك العديد من فرص الاختيار التي تعطي للشبكة توازنها .
مثال : الثعلب (حيوان لاحم ) يتغذى على الجرذان وعند انخفاض أعدادها يمكن أن يتحول إلى الطيور وهذا يخفف من الضغط على الجرذان فيزداد عددها فتعود الثعالب إلى افتراسها مرة أخرى مما يخفف الضغط على الطيور وهكذا .
وهذا ما يكفل للشبكة الغذائية توازنها واستمرارها .
تعقيد النظام البيئي :
مما سبق نستنتج بأن : النظام البيئي ليس مجرد كائنات حية تعيش بجانب بعضها البعض وإنما هو مركب شديد التعقيد لما يحويه من كائنات حية وغير حية متنوعة وللعلاقة المتبادلة بين كل من هذه الكائنات من جهة وبينها وبين العوامل البيئية غير الحية من جهة ثانية .
وبالتالي فإن عمل النظام البيئي يرتبط بوجود كافة الكائنات الحية المكونة له وما يوجد بينها من علاقات متبادلة
وعليه فإن توازن النظام البيئي واستقراره يتوقف على مدى تعقده فكلما ازداد تعقيداً كلما ازداد ثباتاً واستقراراً .
مثال : الحيوانات المفترسة كالثعلب لو اعتمد على نوع واحد من الطرائد (الغذاء ) فستتعرض للخطر إذا نقصت أعداد الطرائد أما في حال الاعتماد على عدد من الأنواع فسيكون هناك الكثير من فرص الاختيار بالتالي يكون النظام البيئي أكثر استقراراً وثباتاً .
وبالتالي فإن أي عمل يقوم به الإنسان من تلوث أو تهديم للغابات أو المراعي أو تخفيض لعدد الحيوانات البرية سيؤدي إلى تبسيط النظام البيئي وجعله أكثر عرضة ً للتهدم والاضمحلال .
ولابد هنا للإنسان من أجل المحافظة على الأنظمة البيئية من معرفة آلية عمل هذه الأنظمة وإدراك التعقيد الكبير الموجود فيها .
حديقة الحامة تشهد ميلاد خروف الأيل المهدد بالإنقراض عالميا
نحو إستراتيجية لحماية التنوع البيولوجي في الجزائر
باحث مختص في أداره النظم البيئية
يعرف التنوع البيولوجي بأنه عبارة عن تعدد أنماط الكائنات الحية في الوسط البيئي وتبعا لمنظمه الاغذيه العالميةفانه يشمل الكائنات النباتية و الحيوانية و خصائصها الوراثية بالاضافه إلى النظام البيئي الذي تعيش فيه لذا يمكن تقسيمه إلى عددي من جهة و جيني من جهة أخرى حيث يختلف التركيب الجيني داخل أفراد النوع الواحد .
ترجع ألا هميه البيئية لهذا التنوع كونه الضامن لتوازن الوسط الطبيعي و قدرته على استعاده عافيته في حاله تعرضه للتدهور وهو أيضا مصدر اقتصادي هام حيث تعتمد البلدان المتقدمة على الموارد البيولوجية في تطوير الصناعات الدوائية معتمدة على الخصائص الطبية للنباتات البرية كما أن المخزون الجيني لهذه النباتات هو مصدر لتطوير الزراعات و إنتاج السلالات المقاومة للأمراض كما يعتبر مصدر هام للغداء في البلدان النامية حيث تغطي الموارد البيولوجية 90 في المئه تقريبا من حاجات سكان المناطق الريفية .
الجزائر نظرا لاتساع مساحتها و تنوع مناخها تعرف تفرد خاص في مواردها البيولوجية و الجينيه فهناك 107نوع من الثدييات منها 47 محمية بموجب قوانين حماية البيئة و هناك 337 نوع من الطيور بالاضافه إلى حوالي 230نوع من الأسماك منها200 تعيش في المياه المالحة و 30 في المياه العذبة أما النباتات فهناك حوالي 3139 نوع منها 700 تعتبر الجزائر الموطن الأصلي لها.
يرتبط هذا التنوع من الشمال إلى الجنوب بتعدد النظم البيئية فهناك النظام البيئي الساحلي و الغابي و النظام البيئي الجبلي و السهبي و الصحراوي وكل منها يمتاز بتركيبه خاصة تختلف عن النظام المجاور سواءا من ناحية الغطاء النباتي إلى الحيوانات التي تعيش و تتعايش داخل هذا النظام .
في الوقت الحالي تتعرض هذه النظم لمجموعه من العوامل التي قد تؤدي باستمرارها إلى القضاء على العديد من الأنواع النادرة فمن هذه العوامل الرعي الجائر و التصحر حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي بين الأنواع و سيادة بعض الأنواع والتي لا تمثل قيمه غذائية تذكر للماشية كانتشار نبات الحرمل في المناطق السهبيه على حساب منابت الحلفاء كذلك ظاهره الانجراف المائي في المناطق الجبلية و قطع الأشجار و حرائق الغابات وأيضا مشكله تلوث السواحل و إلقاء المخلفات الصناعية و الكيميائية في المياه العذبة و المالحة مما يهدد الثروة البحرية و السمكية.
إذا تحدثنا عن الأنواع التي في طور الانقراض على سبيل الذكر لا الحصر فهناك نبات الشيح والمعروف بخصائصه الطبية و كغذاء للماشية في المناطق السهبيه و الصنوبر الأسود الذي لا يوجد منه الآن سوى بضعه أفراد في المنتزه الوطني بجرجرة أما عن الأنواع الحيوانية فهي عرضه للصيد الجائر مما يهدد باختفاء العديد من الطيور و الأنواع النادرة من الغزلان و التي تتعرض للصيد بشكل مكثف.
لم تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي في مواجهه هذا التناقص فقد اتخذت عده تدابير مند عام 1980
كان الهدف منها حماية الأنواع و الأماكن التي تتمتع بطبيعة خاصة سواء لتكوينها البيئي أو لهشاشتها من هذه التدابير إنشاء المنتزهات الوطنية و حصر الأنواع النباتية و الحيوانية منذ عام 1997 كما تم إنشاء 10 منتزهات وطنيه تمثل النظم البيئية المختلفة و وضع قوانين تنظم التعامل مع هذه الموارد مثل القانون رقم 509-83 و المتعلق بحماية الحيوانات البريه و القانون 252-95 و المتعلق بالأنواع النباتية الغير مزروعة و حمايتها إلا أن هذه القوانين تبقى محدودة و ل تفي بحجم الموضوع و أهميته أضافه لكونها في الأغلب عرضه للخرق أو التساهل في تطبيقها.
السوءال المطروح هو ما الذي يجب أن نفعله لتطوير إستراتيجية الحفاظ على التنوع البيولوجي مما يتيح حسن استغلال هذه الموارد بطريقه عقلانية و صحيحة
ألا جابه على هذا السوءال هي انه لكي نستطيع تطوير استراتيجية التعامل مع هذه الثروة الطبيعية نحن بحاجة لتحسين آليات التعرف عليها و تحديدها و ذلك باستخدام إمكانيات الجامعات و مختبرات الأبحاث المتخصصة في الاستشعار عن بعد و نظم المعلومات الجغرافية و التي أصبحت وسائل فعاله في السيطرة و التعرف على التركيبة النباتية وتطور المحيط الطبيعي هذا بالاضافه لاستخدام قواعد المعلومات كتقنيه مفيدة في جمع الأنواع الموجودة و المساعدة على تحديد مواطنها و تصنيفها كما أنها تكون بمثابة أرشيف وطني للثروات الموجودة مما يسهل تتبع حالتها .
كما يجب القيام بدراسات لتحديد القيمة الاقتصادية لهذه الثروات مما يتيح حسن استغلالها هذا بالاضافه إلى تحسين التشريعات التي تحكم التعامل مع هذه الموارد ووضع ضوابط صارمة لها كما يجب تشجيع الاستثمار في مجال حماية البيئة و إنشاء المنتزهات و الحدائق العامة كجزء من منظومة لتطوير وعي المواطن بهذه الثروات و أهميتها .
يجب أيضا وضع و تطوير خطط مقاومة لبعض المشاكل كالتصحر و التلوث و حرائق الغابات كعوامل تهدد هذا التنوع.
كذلك حماية الأنواع النباتية المعرضة للانقراض و إنشاء بنوك لحفظ هذه الأنواع وحماية الأنواع الحيوانية بتقنين عمليات الصيد و محاولة أعاده تربيه الأنواع المنقرضة أو التي في طور الانقراض . كذلك يجب تنظيم عمليه إدخال الأنواع المستوردة و التي قد تخل بالتوازن البيئي ففرض نوع جديد على نظام بيئي متوازن من الممكن أن يؤدي إلى اختلال السلاسل الغذائية و تواجد نوع على حساب نوع أخر. كما يجب التركيز على وضع برامج لتطوير وعي السكان تحديدا في الاما كن الصحراوية و السهبيه باهميه حماية التنوع البيولوجي و مساعده سكان هذه المناطق على حسن أداره الموارد المتوفرة مما يسمح بإشباع الحاجات الاقتصادية دون تدمير الوسط الطبيعي.
في النهاية فان حماية التنوع البيولوجي ليست غاية أو ترف فهو جزء لا يتجزأا من مفهوم التنمية الشاملة و المستدامة و التي لا تقف عند الحاضر ولكن تنظر أيضا إلى المستقبل برؤية واضحة و خطوه ثابتة .
القردة بالشفة مشاهد سحر ووجه مضيء من وجوه الجزائر

والزائر إليه سيقف مما لا شك فيه على باب من عتبة من الطهر والتطهر من عبء اليوميات بكل ما تعنيه من زحامات المدينة، وطوابير المضي في التواصل مع دواليب الحياة.
كانت الساعة قد جاوزت الرابعة بقليل حينما وقفت على بابه، استنطق بصمة الجزائريين الذين حولوا بابه من الصورة الوحشية القاتلة التي كان عليها يوم كان ثكنة عسكرية فرنسية في الأربعينيات من القرن الماضي إلى قبلة للسائحين من كل ربوع الوطن والعالم في العام 1966، حيث وقف العاملون في تاريخ الجزائر المستقلة إلى حتمية المضي في العمل على تشييد دواعي جلب السائحين إلى بلد الأحرار، فكان أن انشئوا مركبا لفندق ومطعم العمل في البناء حظيرة للحيوانات تمنح الزائر حقه في المتعة والسحر، ويمنحها هو الأخر حقها في الألفة والعناية والسهر على وجودها ككائن بيولوجي لا يستقيم للبيئة وجود ما لم يعنى الإنسان باعتبارها أحد ركائزه الرئيسة بأي حال من الأحوال.
استقبلنا الأعوان على بابه وأفسحوا لنا بساط العبور إلى مختلف اجتحته لمجرد مالا علموا أن دواعي تواجد بعين المكان لا تعدو أن تكون عبورا على روضة الصور للتزود بما يمكن أن يمد صيرورة الثقافة السياحية بشيء من الوجود يؤهلها لأن تحظى بدعم حركة الإعلام في الجزائر لأن تمضي في التأسيس للبنية السياحية الوطنية، ونشر ثقافة السياحة في الجزائر، فكان أن سار بجواري أحد العاملين في مركب عنصر القردة، ليمررني على مختلف أجنحته، حيث عكف على الشرح وعكفت على متابعة التصوير ولمدة تزيد عن ربع ساعة.
أثناء تواجدي يعين المكان كان مرافقي يشرح لي على أنه أحد الاستثمارات السياحية الخاصة الناجحة في الجزائر، بعدما استطاع مسيره الحاج حسان بخيتي في ظرف قياسي استعادة زبائنه من السياح المحليين والأجانب بفضل تأهيلات واسعة شملت مرافق المركب من الفندق والمطعم وحظائر الحيوانات أعادت بريقه وسحره الفتان بعد أن افتقده في العشرية الحمراء، وها هي العائلات الجزائرية تشد الطريق إليه خصوصا في نهاية كل أسبوع، حيث تعانق نسائم الراحة والتطهر وأشياء أخر..
على بابه كان يقف رجل بمعية زوجته وطفليه، وإذ هو يستعد للدخول وقد صادف أن كنت خارجا من مركب عنصر القردة، وحين واتت الفرصة لدردشة معه قال أن يزوره بين الفينة والأخرى، حين يسأمون من فوضى المدينة وضوضائها.. وأضاف ضاحكا أنه حين يكون بحاجة إلى أجراء صلح مع زوجته وأطفاله فإنه يأتي هنا حيث لا عنف وشجن ولا هم ولا احتجاج ..
الموقف ذاته تذهب إليه زوجته ولكن من زاوية أخرى، حين وصفت المكان بمنبر تجديد الألفة العائلية بينها وبين زوجها...
من جهتها تذهب زهرة التي سألتها عن زيارتها الأولى لمركب عنصر القردة قالت أنها كانت بمحض الصدفة، وكانت مجرد استراحة قصيرة أخذتها من بين أوقات العمل، لكن سرعان ما سحرها المكان وجذبها إليه بتظل على تردد دائم عليه لتداعب بروحها تلك المناظر الطبيعية التي تهب الإنسان السكينة التي عبرت عنها: تلك التي تجتاح نفسي كلما نظرت إلى المياه المتدفقة من مرتفعات الجبال ،هذه الجبال التي يخيل إلي أنها تتعانق بين حدود ولايتين عريقتين، يتعانق مواطنوها بروابط الدم كما تتعانق الجبال التي تهب المكان وقارا وعظمة .
وأضافت المتحدثة لإذاعة النت أن كل ما اختصر به زيارتي لهذا المكان هو الفطرة البيئة التي تشحنه، بخلاف حدائق العاصمة، التي زرتها مرات عدة، حيث لا تشعر وأنت تشاهد الحيوانات بعيدة عن بيئتها كما تشعر به الآن وأنت تقف البيئة البكر، البيئة التي وإن تدخلت فيها يد الإنسان من زاوية التنظيم فقط، قشتان بين الانطباع المصطنع والانطباع الصادق الذي يأتي على حدود التماس مع المشاهدة لحيوانات المنطقة الأطلسية، في منطقة أطلسية تمارس فيها الحيوانات حياتها بكل عفوية ..تنهدت المتحدثة وأضافت الشعور بالانتماء شيء جميل والأجمل حين يكون المنتمي إليه هذه الأرض المخضرة التي لا تزال كل مكوناتها عذراء...
في مركب عنصر القردة صادف أن التقت إذاعة النت بالأستاذين ناهلية مسعود وبن يوسف حميدي في المكان، وإذا كانت علاقة الأخير بالمكان جديدة فإن الأول تحدث كثيرا عن علاقته بتفاصيله التي تنتهي ولا تنتهي، خصوصا وانه ينحدر من ولاية المدية وبها يعمل، بينما الإقامة ففي ولاية تيبازا، وفي رحلته لمسقط رأسه ومكان عمله، والعودة إلى إقامته حكايات طويلة تكبر يوما فيوما مع منعرجات الشفة الضيقة التي بها يقع المركب السياحي عنصر القردة، فالمعروف – حسب الأستاذ ناهلية – أن المكان شهرته عالمية، حيث كان يستقبل هذا الفضاء الترفيهي سواح أجانب قدموا من أوروبا ومن مختلف بلدان العالم، من بينهم دبلوماسيين وسياسيين ورجال أعمال لم يستطيعوا مقاومة جماله الآخاذ، وقد زارته العديد من الشخصيات المعروفة، هذا فضلا عن استقباله يوميا لعشرات العائلات الجزائرية التي تقصده لقضاء أوقات ممتعة، وتبحث عن هواء منعش تستنشقه.
وأضاف الأستاذ أن مركب القردة يكاد يكون الوحيد في الجزائر، فهو يجمع بين مجرى مائي دائم تتدفق مياهه بنعومة في شلالات تأتي من منابع طبيعية، ومن ذوبان الثلوج التي تتراكم في أعالي الجبل لتشكل تدرجا مذهلا من الشلالات والأحواض المائية التي يسبح فيها البط والإوز، على ضفتي المجرى المائي تتواجد حظيرة الحيوانات ومختلف الأجنحة المشكلة للمركب .
فعلى مستوى حظيرة الحيوانات فهي تضم أنوعا عدة مثل النعام والديك البري والحمام والنسور والعقاب والذئاب والغزلان وغيرها من الحيوانات البرية الأليفة.
أما على مستوى الأجنحة فتتكون من مطعم غني وثري بأسعار مناسبة في ديكور خلاب يقدم أكلات ابتداء من وجبة الكسكسي والمشوي أهم الأطباق، بالإضافة إلى قاعة الشاي وقاعة حفلات تتسع لما يقل عن 200 شخص، إضافة إلى فندق عصري يتوفر على كافة أسباب الراحة، و محل لبيع أنواع البيتزا، وكشك يقدم مختلف السكريات حتى «لحية بابا» التي تدخل البهجة في نفوس الأطفال.
توقف جريان الحديث مع الأستاذ لعدم قدرته على منافسة جريان الشلالات وهي تدغدغ على طبلات النفس، حينما امتد بصري نحوى الأعلى حيث الجبال تمتد شامخة، لا يقوى عليه عبث القردة وهي تقفز على جنباتها في تحدي دائم وبكل حرية تبادل الزوار من العابرين دعابات مقابل ما تجود به من أكلات يرموها إليهم .
عن الاذاعة الوطنية
الشريعه الجزائر
الغابة كثيفة، وأشجار الصنوبر والأرز عالية شامخة تجعل الطريق تتلوى داخلها كالثعبان يزحف تحت العشب، لكن بين الفينة والأخرى تتراءى لك على يسارك (صعودا) مدن المتيجة البليدة وبوفاريك والعفرون، وحتى العاصمة مستلقية على مرتفعات تغازل سهل المتيجة، وسواحل تيبازة، جاثمة في السفح يداعبها البحر شمالا وتسندها جبال الأطلس البليدي جنوبا، وتحدها جبال الونشريس من هناك غربا تشير لك بنهاية مرمى النظر.
طبيعة عذراء
بعد بضعة كيلومترات تبدأ الرؤية تنخفض ويبدأ الضباب يملأ الدنيا، وبياض الثلوج ينافس الخضرة الفاقعة، لقد دخلت بلدية الشريعة أو الحظيرة الوطنية للشريعة التي تقع في تراب ولاية البليدة التي تبعد عن العاصمة حوالي أربعين كيلومترا. انها الغابة الأكثر تنوعا بيئيا وثراء في منطقة الوسط. فالشريعة تزخر بأكثر من 380 نوعا نباتيا، وأكثر من 800 فصيل من الحيوانات.
الحظيرة الوطنية للشريعة هي واحدة من عشر حظائر وطنية محمية بقوة القانون من حيث ثرواتها النباتية او الحيوانية خاصة النادرة منها، وتمتد على مساحة تفوق 26 ألف هكتار، الى جانب حظيرة الطاسلي الصحراوية المصنفة أكثر من ذلك كتراث عالمي، وحظيرة القالة ببحيراتها، وغاباتها المتوسطية وجوها الرطب وطيورها النادرة.. وكلها حظائر تختلف وتتنوع من حيث الطبيعة والجو والسمات وحتى من حيث ما تكتنزه من تراث ومحيط بيئي خاص، وثروات حيوانية نادرة.
عندما تدخل مدينة الشريعة، اذا كتب لك الوصول اليها بالسيارة، ما لم تكن الثلوج قد قطعت الطرق وسدت المنافذ، أو بالتلفريك ما لم يكن المكان يغص بالناس في أيام العطل، ونهاية الأسبوع، فانك تكتشف حقا أنك في مكان سياحي بامتياز، يسمو بك فوق سطح البحر بأكثر من 1600 متر يجعلك تتنفس بشكل جيد، تستنشق هواء تشعر وكأنك لم تتذوقه في حياتك، انها احدى المزايا الطبية التي تنفرد بها مرتفعات الشريعة ولعلك لا تتساءل كثيرا اذا اكتشفت أن أحد أهم معالم وبنايات المدينة الصغيرة هو ذلك المستشفى المخصص لأمراض الربو والأمراض التنفسية.
عشرة آلاف سيارة في اليوم
بقليل من الهياكل والخدمات تمنحك الشريعة فرصا للمتعة والاستجمام لا يتصورها الا من كلف نفسه الانتقال اليها. ورغم العدد الهائل من السيارات التي تقصد المكان والتي قد تفوق في بعض المناسبات أكثر من 10 آلاف سيارة في اليوم، وعشرات الآلاف من الزوار فان قلب الشريعة يسع الجميع ولا يضيق ذرعا بمرتاديها. شاليهات خشبية، ومقاه ومطاعم ومساحات ومقاعد وطاولات من الطبيعة المحيطة بك نفسها. منتشرة في الهواء الطلق أعدت للزائرين، بعضها بعود الى الحقبة الاستعمارية وبعضها شيدته الجزائر المستقلة.
في أيام الثلج الكثيف مثل هذه الأيام يجب عليك أن تتسلح بالحيطة والحذر ورحابة الصدر أيضا فاذا نجوت من السقوط على وجهك أو ظهرك متزحلقا، فانك قد تتلقى كرة ثلج من أحد العابثين لأن اللعبة الأكثر انتشارا في فصل الثلوج، والأكثر متعة للشباب الذين لا يحسنون التزلج هي التقاذف بالثلوج. فيصطفون على جنبات الطريق وفي الساحة المركزية للمدينة، وحول ساحة نادي التزحلق ليقذف الناس بعضهم بعضا بكريات من الثلج قد يكون بعضها ناعما لكنها لا تخلو من كريات صلبة مؤلمة.
الشريعة بلدة فقيرة تزخر بامكانات سياحية رهيبة مهملة أو غير مستغلة أو كانت ضحية التخريب في سنوات الأزمة أو أكلتها النار. وعليه فان النقائص الملاحظة في الهياكل يسعى جمع من الشباب على اكمالها بوسائل تقليدية، سواء باستئجار زلاقات خشبية لممارسة التزحلق لمن لا يحسن هذه الرياضة، مقابل 150 دينارا للساعة أي أقل من دولارين، أو بيع الساندويتشات او آلات التصوير.
سياحية على مدار العام
المنطقة سياحية طيلة أيام السنة وليس في فصل الشتاء فحسب، ويؤمها الناس من مختلف الفئات والشرائح وحتى الجنسيات يقصدها الكثير من الوزراء والمسؤولين وحتى السفراء خصوصاً الأوروبيين منهم، والسياح الأجانب وعلى رأسهم الفرنسيون. فاذا كانت الثلوج والأمطار والبرد القارس تصنع متعة السياحة الشتوية، فان أشعة الشمس والخضرة والأشجار والأزهار وما يرى من الحيوانات البرية خاصة قرد الشفة الشهير، وزقزقة العصافير المتعددة الألوان والأصناف، يصنع الفرجة والمتعة في فصل الربيع، وظلال الأشجار الفارهة، والنسيم العليل، ورائحة الغابة المنعشة تصنع تفاصيل رحلة الصيف السياحية.
واذا كانت سنوات العنف والأزمة الأمنية قد أثرت سلبا على الحظيرة الوطنية الشريعة، فعزلتها، وهجرها الكثير من سكانها، وقاطعها الزوار والسياح، فان أكبر عدو يبقى يتهددها هو النيران التي تقضي سنويا على جزء كبير من ثروتها النباتية والحيوانية وحتى الزراعية. أخر هذه النيران كان شهر اوت من الصيف الماضي ولا تزال آثاره السوداء تكسر بهاء اللوحة الطبيعية في تفاصيل الغابات المنسابة على جبال الأطلس البليدي. ان قصة الجبال والغابات الجزائرية مع النيران لا تكاد تنتهي. كانت النيران قبل الأزمة الأمنية تندلع عن غير قصد سواء من طرف الفلاحين أو منتجي الفحم (من الحطب) لما يتركونه من بقايا داخل المواقع التي أخمدوا فيها نيرانهم، أو بسبب بقايا الزجاج أو السجائر التي يلقي بها المارة. أما في سنوات الأزمة فقد أصبحت تتم عن قصد بفعل فاعل. وفي كل الحالات كانت تلتهم مساحات شاسعة من الثروة الغابية وتقضي على الكثير من الحيوانات البرية النادرة حتى أن بعضها بدأ ينقرض كأسد الأطلس البليدي الشهير.
ثروة تنتظر الاستغلال
يدور الحديث عن الكثير من المشاريع السياحية التي ستحظى بها بلدة الشريعة، لاعادة بعث السياحة فيها كما كانت عليه قبل الأزمة الأمنية وأحسن، غير أن السلطات المحلية تنتظر مستثمرين حقيقيين لا مجرد أدعياء ومشاريع وهمية، فتجربتها مع أحد الخواض الذي منحته السلطات حقوق اعادة ترميم واستغلال فندق الأرز وهو من أقدم وأشهر فنادق الشريعة، والنتيجة أنه ظل يتلكأ حتى التهمت النيران بقايا الفندق عن آخره.
ما عدا استثمارات الدولة أو مستثمرين أجانب فان سكان البلدة ومسؤوليها لا يحلمون بغد سياحي أكثر اشراقا لمنطقتهم الأخاذةالجمال والتي تنافس أحسن المناظر الطبيعية في أوروبا كما اعترف أحد السياح الفرنسيين العائد للجزائر الأسبوع الماضي بعد انقطاع فاق فترة العشرية الحمراء.
أكثر من 120 نبتة طبية بالحظيرة الوطنية ب"بلزمة" بباتنة
موقعها ساعد على انفرادها ببعض أصناف النباتات والشجيرات الطبية
الفجر : 23 - 09 - 2008
تتوفر الحظيرة الوطنية ب"بلزمة" بولاية باتنة والتي تتربع على مساحة 26250 هكتار على العديد من النباتات الطبية التي تبقى في حاجة إلى تثمين بالنظر إلى قيمتها الطبية لاسيما في صناعة الأدوية ومواد التجميل واستعمالات أخرى كثيرة .وأوضح رئيس قسم التوجيه والتنشيط بهذه الحظيرة السيد "عبد الحفيظ حمشي" المختص في النباتات أنه تم بهذه الحظيرة إحصاء 120 نبتة طبية ذات مواصفات مميزة مشيرا إلى أن عدد النباتات الطبية المستعملة والمعروفة لدى السكان المجاورين للحظيرة يفوق 150 نبتة. وأكد نفس المصدر لوكالة الأنباء الجزائرية أن موقع الحظيرة بين منطقتي الأطلس التلي والأطلس الصحراوي ساعد على تنوع غطائها النباتي وانفرادها ببعض أصناف النباتات والشجيرات الطبية وفي مقدمتها نبتة "روزا كانينا" التي لا توجد إلا في حظيرة "بلزمة" وهي ذات أوراق مقوية ومنشطة تستعمل كمنقوع معروف بغناه بفيتامين "س". ومن الشجيرات المعروفة في هذا المجال لدى السكان بالمنطقة شجيرة "الضرو" ( يطلق عليها محليا بثيلقت) حيث تغرس أوراقها وتستخرج من الثمرة الزيت وتستعمل عموما لمعالجة أمراض الجهاز الهضمي مثلها مثل نبتة الرطم وكذا نبتة العرعار التي تستخرج منها زيت الكاد المستعملة في صناعة مواد التجميل والشرايين الذي تؤكل ثماره لاحتوائها على فيتامين س ويستعمل لمعالجة أمراض اللثة ومن طرف البياطرة لمعالجة داء الجرب عند الحيوانات. ومن الأعشاب الطبية التي تتوفر عليها حظيرة بلزمة أيضا حسب ذات المصدر شجيرة "لا ستراقال" التي تستخدم لإزالة بحة الصوت وتثبيت النسبة العادية للسكر في الدم وكذا شجيرة "لاباردان" ذات الاستعمالات المتعددة منها مقاومة البكتيريا وتخفيض حرارة الجسم وكذا "لابوراج" التي يستخرج منها زيت معروف باسم النبتة الغنية بفيتامين ف وحمض "قاما" ومن خاصياتها الطبية تجديد نسيج خلايا الجلد . وتبقى هذه النباتات على الرغم من ثبوت نجاعتها في الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب لدى السكان المجاورين للغابة وكذا قاطني المناطق الريفية ذات استعمال جد محدود ويقتصر على مستعمليها المباشرين أو باعة الأعشاب الذين تزايد عددهم في السنوات الأخيرة لكثرة الطلب المسجل عليها حتى في المدن الكبرى . وحسب نفس المصدر فان هذه النباتات لم تلق لحد الآن اهتماما كبيرا من طرف المستثمرين أو أصحاب المخابر لتثمينها واستغلالها في مجال صناعة الأدوية و مواد التجميل. ومن جهته أكد مدير نفس الحظيرة الوطنية أنه بالإمكان مساعدة الشباب الراغب في انشاء تعاونيات قصد إعادة غرس هذه النباتات أو تكاثرها وهي الطريقة الأنجع في استغلال هذه النباتات التي توجد في حظيرة تمتد عبر ثماني بلديات في الولاية، و أغلب هذه النباتات الموجود بكثرة بالحظيرة هو نادر في المناطق المتبقية من الوطن في حين تواجه نباتات أخرى خطر الاندثار بفعل التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة منذ العشرية الأخيرة.
تربية النحل في الصحراء
وقد أكد عبد الحميد سوفات أن البيئة البيولوجية لمنطقة الغيطان، المتواجدة ببلدية واد العلندة، تتناسب كثيرا وظروف معيشة النحل، مضيفا أنه بالإمكان تربية النحل داخل الغوط التقليدية لعدة أسباب، من بينها الشكل الذي يتميز به الغوط من خلال نزوله عن سطح الأرض، الأمر الذي يساعد على حماية النحل من مشكل الرياح الذي قد يؤثر سلبا على معيشة النحل. وأوضح ذات المتحدث أنه يوجد مشكل الإرتفاع في درجة الحرارة، لكن الحل موجود، حيث نجح في تربية النحل بالولاية الصائفة الماضية من خلال تبريد صناديق النحل بأكياس من الكتان وجريد النخيل ما ساعد النحل على العيش، مضيفا أنه توجد بولاية الوادي ظروف ملائمة لتربية النحل بنوعية وكمية جيدة لعدة أسباب، مثل انعدام الرطوبة التي تتسبب في عدة أمراض للنحل. ووجد أنواع عديدة من الحشائش والأعشاب التي بإمكان النحل أن يرعى عليها مثل شجرة “اللبين” التي تنتج عسلا من نوعية جيدة وصحية للإنسان، مبرزا أنه توجد بالولاية عدة مزروعات موسمية تمكن الفلاح من تربية النحل دون تخوف من أي مشكل يخص تغذية النحل، مشيرا في الأخير إلى أن النحل يتأقلم مع البينة التي يوضع فيها
الوعي البيئي يترسخ تدريجيا في أوساط القرى بالنعامة
المنابع الحموية بالجزائر.. ثراء إيكولوجي وسياحة علاجية
تلقى ما تُعرف ب"المنابع الحموية" في الجزائر، رواجا شعبيا منقطع النظير تبعا لما تنطوي عليه هذه الأمكنة المتميزة من قيمة سياحية وثراء إيكولوجي وبعد ترفيهي، إضافة إلى ما توفره من منافع صحية جمّة تبعا لقدرة مياهها على علاج قاصديها من عدة أمراض، على نحو صارت معه هذه "السياحة الحموية" رافدا اجتماعيا وقبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام.
وتمتلك الجزائر 202 منبع حموي على امتداد1200 كلم، بينها 90 يتم استغلالها بطرق تقليدية، أشهرها منبع حمام المسخوطين الواقع بولاية قالمة الشرقية، ويعتبر جوهرة سياحية عالمية بكل المقاييس، اعتبارا لما ينفرد به مخزونه الذي لا ينضب من المياه الطبيعية المنبعثة من باطن الأرض، بدرجة حرارة قياسية تصل حدود 96 درجة مئوية وتتجاوز 6500 لتر في الدقيقة الواحدة، وهو ما يجعلها الثانية دوليا من حيث درجة الحرارة بعد المياه المتدفقة من براكين ايسلندا.
ويفيد أبناء منطقة قالمة، أنّ مياه منبع المسخوطين غنية ومشبعة ببعض المعادن التي توظف في علاج أكثر الأمراض حساسية، مثل الروماتيزم وضغط الدم وأمراض الجلد والحساسية، ويجلب هذا المنبع سبعمائة شخص كل يوم، ويقال أنّ الأتراك زمن الدولة العثمانية استغلوا مياه هذا المنبع في العلاج التقليدي لا سيما في مداواة أمراض المفاصل.
كما تحتضن ولاية الجلفة (300 كلم جنوب العاصمة) ثلاثة من أبرز هذه المنابع الحموية، في صورة منابع حمام الشارف والمصران ولقطارة، وتمتاز هذه المواقع بالطابع الصحي لمياهها بشكل جعلها على الدوام مغرية لآلاف الأشخاص يقصدونها دوريا، ما فتح الشهية أيضا لدى عديد رجال الأعمال الذين أودعوا طلبات لدى الجهات المختصة بغرض الاستثمار في هذه المنابع الحموية.
ويعود تاريخ إنجاز المنبع الحموي لحمام الشارف إلى القرن التاسع عشر، وعرف أول تهيئة له سنة 1929 إثر بناء حمامين اثنين، ويرتفع هذا المنبع عن سطح البحر ب1150 متر حيث ينبع من مكان يسمى (الحاجية) وهو سهل المنفذ، ولعل ذلك ما يُفسر جاذبيته المتواصلة للسكان المعنيين مباشرة، زيادة على المناخ الذي يميز المنطقة ويخفف من درجة الحرارة صيفا.
صورة لمدخل حمام الشارف
ويتمتع هذا المنبع بحسب دراسات، بعدة خصوصيات فيزيائية وكيمائية وعلاجية تتمثل في حرارة الخروج 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لترا في الثانية، فضلا عن معالجته لأمراض الروماتيزم والأعصاب والجلد والغشاوة وكذا أمراض المفاصل، ويُستغل هذا المنبع تقليديا بينما تحاول الدوائر الرسمية أن تحسن عملية استغلاله وجعله أقرب إلى الحداثة.
في مقام ثان، هناك منبع المصران وهو منبع حموي يرتفع على سطح البحر ب850 متر، ويقول باحثون أنّ المياه المعدنية التي تتدفق من هذا المنبع بمقدار 10 لترات في الثانية، وبحرارة خروج 52 درجة مئوية من شأنها معالجة أمراض مختلفة كالروماتيزم وتصلب الشرايين وأمراض النساء والجلد والغشاوة والجهاز البولي.
منبع حمام المصران - قرب مدينة حاسي بحبح
أما المنبع الحموي الثالث الذي يقع ببلدة لقطارة المجاورة، فيعد بدوره إرثا طبيعيا هاما وموردا أساسيا للسياحة العلاجيةّ، ويرتفع هذا المنبع عن سطح البحر ب387 متر ويتميز بحرارة خروج الماء ب45 درجة مئوية وبتدفق 3 لترات في الثانية، ومن شأنه هو الآخر معالجة عدة أمراض كما هو الحال للمنبعين السابق ذكرهما.
وتتوفر منطقة الجلفة السهبية على مواقع طبيعية خلابة من كثبان رملية وغابات الأطلس الصحراوي وهضبة ما قبل الصحراء، وابرز هذه المرايا غابة "سن الباء" التي تبعد عن مدينة الجلفة بخمس كيلومترات وتشكل أهم جبال أولاد نائل "الأطلس الصحراوي"، كما تعد بين المواقع الخلابة نظرا لوضعيتها الجغرافية وشساعة مساحتها وأهميتها العلمية والبيئية وتضاريسها ومناخها الجزئي، وهي كلها معطيات لمؤشرات إيجابية لإنشاء مجمع طبيعي واسع يمكن ممارسة الرياضة فيه إلى جانب الراحة والترفيه مع الاحتفاظ بطبيعتها الغابية، ونظرا للخصوصيات المذكورة فقد تم تحديد منطقة الجلفة واختيارها منطقة للتوسع السياحي بمساحة إجمالية مقدرة ب12.5 هكتار تزيد من جمالها أشجار الصنوبر الحلبي.
وببلدة مسعد القريبة، تتواجد غابة "النخيل" الواقعة بمحاذاة الوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي، ما جعلها تشكل حاجزا طبيعيا يتساوق مع سلسلة من الجبال ذات العلو المتوسط، وتزخر ولاية الجلفة أيضا بكثبان رملية ذهبية ممتدة بمعلم "حجر الملح" ويعدّ الأخير بين المعالم السياحية الفريدة من نوعها في ميدان الجيولوجيا، إذ يتكون من الملح الذي يظهر في وسط من المكونات القارية ويمثل في الميدان السياحي الألوان المتغيرة من الأصفر إلى الأخضر إلى البنفسجي في بعض من المرات إلى الأحمر، ما يتمخض عن مجموعة متجانسة جميلة سيما مع انسياب عدة عيون تشكل شطوطا بيضاء.
ونعثر بمنطقة الجلفة التاسعة من حيث الانتشار السكني في الجزائر، على محطات لنقوش صخرية تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، بهذا الصدد تم إحصاء 1162 نقش صخري من ضمنها ست مصنفة توجد بمواقع تاريخية هامة من حقبة فجر التاريخ إلى عهد الاحتلال الروماني تتمثل في آثار قرى بربرية وقبور قديمة إلى جانب فسيفساء من الزخارف الرومانية.
النفايات السامة في الجزائر: من التكديس لإعادة التدوير
الجزائر تايمز : 17 - 10 - 2010
تشير دراسات حديثة للوكالة الجزائرية لتسيير النفايات، إلى أنّ الجزائر تنتج أكثر من 90 ألف طن من مادة الأميانت سنويا، في حين تستورد الجزائر حوالي تسعة آلاف طن كل عام من هذه المادة الأولية التي يتم توظيفها في الإنشاءات العامة وإنجاز قنوات صرف المياه.
كما تضمّ النفايات السامة الأخرى، 22 طنا من مادة السيانور يتم لفظها كل عام، إضافة إلى مئات الأطنان من الزئبق، ونفايات المحروقات، إلى جانب 1100 طن من المبيدات الفاسدة في الجزائر في شكل مواد صلبة و615 ألف لتر من المبيدات السائلة وزيوت 'البي سي بي' الملوثة.
ورغم كل ما يلفّ سيرورة النفايات السامة من مخاطر حقيقية تهدّد حياة آلاف السكان المحليين، تكتفي السلطات الجزائرية في كل مرة بما تقترحه مجموعات خاصة من خدمات في مجال القضاء على هذه النفايات، وهو تعاط مبتور بمنظار الأستاذ "نعيم رماش" الذي ينتقد ترك النفايات السامة مكدسة على نحو مهمل ولأوقات طويلة على مستوى المفرغات العامة، رغم ما تتسبب به من أمراض أخطرها داء السرطان.
ويرى رماش وهو أكاديمي مختص في الشأن البيئي، أنّه كان من الأحرى - ولا يزال - أن يتم إعادة تدوير هذه النفايات ورسكلتها على منوال ما يُفترض أن يحصل مع النفايات الاستشفائية وكذا المياه القذرة، بدل تكديس مادة خطرة كالأميانت ولفترة تعدت ال30 عاما.
بدورها تلفت "نورة بوطريق" إلى أنّ المراكز التي يتم اتخاذها كمواضع لتخزين النفايات السامة، تتواجد في أوضاع سيئة للغاية، مركّزة على أنّ كثيرا من هذه المراكز باتت غير عملية، خصوصا مع تسرب مواد سامة وعدم مناسبتها هذا النوع الحساس من النفايات، إذ أنّ غالبيتها تعاني من عامل الرطوبة الشديدة.
من جانبه، يتصور "سعيد ملياني" بضرورة النسج على منوال ما تمّ في ربيع العام 2008، حينما جرى مجموعة من المصانع الملوثة، إذ ينادي أ/ملياني بغلق حوالي 50 مؤسسة مختصة بصناعة الأميانت، مع منع إنتاج أو استيراد أي مواد تحتوي في تركيباتها على عناصر سامة، مثل مادة الأميانت، لا سيما مع تضاعف أعداد المتوفين جرّاء استعمال الأميانت الأزرق الأكثر خطرا، وعدم مراعاة المعنيين للشروط الأمنية التي تستبعد أي تلويث للبيئة أو إضرار بالصحة والمحيط.
كما يلح ملياني على استفادة العمال من متابعة طبية مدى الحياة وكذا إخضاعهم إلى الرقابة الدورية لمتابعة تطورات مخلفات نفايات الأميانت التي تحتوى على صفائح إسمنتية مركبة من نسبة 5 ألياف في السنتيمتر المكعب في الوقت الذي تصل فيه النسبة العالمية 0.5 ألياف في كل سنتيمتر مكعب.
في الجهة المقابلة، يؤكد وزير البيئة الجزائري "شريف رحماني" أنّ حكومة بلاده أبلغت عديد المتعاملين الذين يستخدمون مادة الأميانت الخطيرة، بإمكانية غلقها نهائيا في حال عدم احترام هذه المؤسسات لمعايير الأمن البيئي والصحي، ويضيف رحماني أنّ الحكومة الجزائرية وضعت برنامجا خاصا للقضاء على جميع المصانع التي تثبت مسؤوليتها بشأن إهمال النفايات السامة الممنوعة في عدد كبير من دول العالم لثبوت خطورتها على صحة الإنسان، من خلال فرض غرامات زجرية على الملوّثين.
ويدعو "نعيم رماش" و"نورة بوطريق" إلى استكشاف سوق النفايات في الجزائر من خلال حث المتعاملين الاقتصاديين على الخوض في مجال تدوير النفايات، طالما أنّ ذلك له جدوى مادية وبيئية في الآن ذاته، في وقت يقدّر خبراء أنّ الإشكال الأكبر يتمثل في محدودية القدرات الجزائرية في مجال إعادة تدوير النفايات الحساسة لا سيما السامة، وبعدها عن المقاييس الدولية المعمول بها، وهو معطى يثير مزيدا من المخاوف مع تعاظم مستوى تكديس هذه النفايات على مدار الثماني سنوات الأخيرة.
وتشير تقديرات رسمية، إلى وصول مخزون النفايات الخاصة عتبة 2.8 مليون طن، بواقع 325 ألف طن دوريا، وهو تخزين عادة ما يكون غير مراقب، وتترتب عنه انعكاسات وخيمة على المستويين البيئي والصحي.
الرمال زحفت على ثلاثة ملايين هكتار
التصحّر يهدد ثماني ولايات
| نوار سوكو |
| الخبر : 11 - 12 - 2010 |
صرح عبد الكريم شلغوم، رئيس نادي المخاطر الكبرى، ل''الخبر'' في اتصال معه أمس، قائلا إن التصحر هو واحد من المخاطر الكبرى التي تغزو وتتقدم في صمت كلما وجدت عوامل المناخ مساعدة، ولاسيما عند هبوب الرياح الجنوبية الشرقية. ومع أن التصحر، يضيف المتحدث، هو من المخاطر التي يسهل التحكم فيها، إلا أن زحف الرمال ألحق أضرارا على مدى الثلاثين سنة الماضية بثماني ولايات الواقعة بشريط الهضاب العليا، وهي: الجلفة، بسكرة، المسيلة، تيارت، تلمسان، البيض، برج بوعريريج وباتنة، وأصبحت تعيش تصحرا جزئيا.
وقال إن كل ولاية من هذه الولايات فقدت بين 30 إلى 40 بالمائة من أراضيها التي كانت تحتضن نبات الحلفاء ونباتات أخرى، مشيرا إلى أن السبب وراء ذلك يعود إلى زحف الرمال وانجراف التربة، ولاسيما بعد توقف عمليات التشجير، وإقدام الإنسان على استعمال مادة الحلفاء، وإقدام البعض الآخر على تحويل مساحات أخرى رقعا للرعي. وإذا ما تحدثنا بلغة الأرقام، يضيف المتحدث، فإن الولايات الثماني هذه كانت تحصي 5,6مليون هكتار من المساحات الخاصة بالغطاء النباتي بينها نبات الحلفاء، وتقلصت المساحة هذه على مدى السنوات الثلاثين الماضية لتصل اليوم إلى 3 ملايين هكتار فقط، ما يبين بالتالي حجم تقدم وزحف الرمال وذلك بعد أن أدرجت ثلاث ولايات أخرى البيض، غرداية وورفلة في خانة الولايات التي تعرف خطرا عاليا في التصحر.
وأشار إلى أنه باستثناء المشاريع التي برمجت للحد من تقدم الرمال بمنطقة واد المالح بولاية الجلفة، ومنطقة قصر القاسول بولاية البيض ومنطقة أخرى بالنعامة، فإنه لم يتم تسطير أي سياسة أو إستراتيجية للحد من تقدم الرمال في منطقة الهضاب العليا التي ما يزال ينظر إليها على أنها تشكل حاجزا منيعا أمام تقدم الرمال إلى الولايات الشمالية.
ونبه رئيس نادي المخاطر الكبرى إلى أنه في حال عدم التفات السلطات العمومية إلى هذا الخطر الذي يتقدم في صمت كل عام، من خلال ضبط سياسة أو برامج للعودة إلى تقاليد التشجير وحفر آبار وإنشاء قرى في هذه المناطق وتأهيلها وتشجيع قاطنيها على الزراعة، فإن الرمال ستزحف وتتقدم لتصل إلى أبواب مدينة المدية وباقي أعماق ولايات الهضاب العليا في غضون ال15 أو ال20 سنة المقبلة.
626 نوع نباتي طبي في طور الإنقراض عبر المراعي السهبية لولاية النعامة
أحصت مديرية البيئة لولاية النعامة نحو 626 نوع نباتي طبي في طور الإنقراض عبر المراعي السهبية لولاية النعامة بسبب تزايد الطلب على استعمالات الأعشاب الطبية في العلاج البديل، حسب دراسة أعدها القطاع حول التنوع البيولوجي بالمناطق المهددة بالتصحر
أحصت مديرية البيئة لولاية النعامة نحو 626 نوع نباتي طبي في طور الإنقراض عبر المراعي السهبية لولاية النعامة بسبب تزايد الطلب على استعمالات الأعشاب الطبية في العلاج البديل، حسب دراسة أعدها القطاع حول التنوع البيولوجي بالمناطق المهددة بالتصحر• وأشارت نفس الدراسة، التي شارك فيها متخصصون من مخبر علوم البيئة لجامعة ستراسبورغ والتي استهدفت معاينة مساحة تقدر بـ 500 ألف هكتار من مراعي ولاية النعامة، إلى أن انقراض النباتات الطبية وتعرضها لخطر القطف والجمع المكثف والعشوائي قد مس زهاء 73 بالمائة من النباتات البرية التي تكتسي صبغة علاجية كالشيح والزعتر والإكليل وآلال والقرطوفة بمراعي الولاية بمعدل اقتلاع يصل إلى ألف وخمسمائة نبتة سنويا•وزارة الداخلية عاجزة عن تسيير ملف النفايات بالجزائر
وزارة الداخلية عاجزة عن تسيير ملف النفايات بالجزائر
713 محرقة بالمستشفيات غير قادرة على حرق 22 ألف طن من النفايات الطبية
كشف تقرير حول الوضع البيئي في الجزائر عن مخاطر كبرى تهدد الاقتصاد الوطني وصحة المواطن، مستدلا بأرقام مرعبة حول تنامي النفايات المنزلية الصلبة والنفايات المترتبة عن النشاطات العلاجية والنفايات الخاصة.
أشار التقرير، الذي تصدره وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة كل سنتين، إلى أنه تم حجز 5 ملايين كيس ملون غير مطابق للقانون عبر التراب الوطني، كما تم غلق 50 وحدة لإنتاج الأكياس البلاستيكية، بالمقابل لا يزال 210 مركز لردم النفايات تنتظر وسائل البلديات لاستكمالها، في حين يبقى 500 مخطط للتسيير المدمج للنفايات عبر البلديات غير جاهز للتحكم في 760 ألف طن سنويا من النفايات التي وصفها التقرير بالمشكلة العويصة.
وأشار التقرير، الذي تحصلت ''الخبر'' على نسخة منه، إلى أن المشاكل البيئة في الجزائر بحاجة إلى تعبئة سياسية تكون مدركة للمخاطر البيئية وهي نوعان، الأول معروف وضحاياه هي الماء، الهواء، النفايات، التنوع البيئي والساحل، أما النوع الثاني وهي مشاكل بيئية جديدة ومرحلة فهمها تبقى معقدة وتمس قطاعات متعددة، وهي الطقس - طبقة الأوزون، الطاقات المتجددة - المخاطر الصناعية - التصحر.
ولعل أبرز مشكل بيئي تواجهه الجزائر وأصبح مصدر قلق وإزعاج للمسؤولين في وزارة الداخلية والجماعات المحلية، هو مشكل تسير النفايات المنزلية الصلبة الذي رصد له مبلغ 32 مليار دينار في إطار البرنامج الوطني للتسيير المدمج للنفايات، ويتضمن 4 عمليات لتنفيذه والتحكم في 760 ألف طن من النفايات سنويا. أولا إعداد 1000 مخطط نموذجي لتسيير النفايات المنزلية، حيث تم الانتهاء من 595 مخطط لحد الآن، ثانيا إنجاز 300 مركز دفن تقني، 90 مركزا أنجز أو في طريق الإنجاز و210 مركز المتبقية تنتظر توفير الوسائل والإمكانيات من قبل البلديات لاستكماله، ثالثا تمويل تسيير المخططات عبر فرض ضرائب لجمع النفايات المنزلية، ويعاد النظر فيها بما يسمح بتغطية مصاريف التسيير، رابعا غلق وإعادة تهيئة 20 مفرغة فوضوية.
وأبرز التقرير الدور الذي يجب أن تلعبه الشركات المتخصصة في تثمين النفايات، حيث توجد 15 مؤسسة مصغرة متخصصة في استرجاع النفايات، تعمل في إطار النظام العمومي ''إيكو جيم''، ومن مهامه التقليل من إفراز النفايات وإعادة استعمالها من خلال الاسترجاع. وكشف تقرير حالة ومستقبل البيئة في إطار الحد من استعمال الأكياس البلاستيكية عن حجز 5 ملايين كيس ملونة غير مطابقة للقانون، تم حجزها عبر التراب الوطني، إلى جانب تسليم 247 إشعار بالغلق أرسلت إلى التجار ـ بائعين بالجملة وتجار المواد الغذائية ـ بسبب مخالفتهم للتشريع، كما تم غلق 50 وحدة لإنتاج الأكياس البلاستيكية موازاة مع تشجيع إنتاج أكياس بلاستيكية من نوع البولي إيثلين سهلة التحلل. كما فرضت وزارة البيئة على المنتجين للأكياس البلاستيكية المستوردة أو المنتجة محليا ضريبة تقدر بـ50,10 دج /كلغ، تحول لصالح الصندوق الوطني للبيئة وإزالة التلوث.
أما النفايات المترتبة عن النشاطات العلاجية، فتخلف المستشفيات والعيادات الخاصة أزيد من 22 ألف طن من النفايات الطبية في السنة، في حين توجد 317 محرقة فقط على مستوى المؤسسات الاستشفائية تتولى التخلص منها عن طريق الحرق، بينما تصل كلفة تخزين النفايات الطبية نحو 24500 دج للطن الواحد.
غلق وحدات لإنتاج الأميونت والزئبق بسبب الأخطار الصحية
وليست الجزائر في منأى عن المخاطر الكبرى للنفايات الخاصة مثل الزيوت الصناعية والأميونت والزئبق، حيث صنفها التقرير في الخانة الحمراء بعدما وصلت كميتها إلى مستويات مقلقة، حيث تفرز منطقة الوسط نحو 378 طن في السنة، أي بنسبة 23 بالمائة، بينما ترتفع الكمية في الجهة الغربية من البلاد إلى 571 طن في العام، أي بنسبة 30 بالمائة، بينما تبقى المنطقة الشرقية الأكثـر إفرازا للنفايات الخاصة، إذ يقدرها التقرير بأزيد من 1100 طن في السنة أي بنسبة 45 بالمائة، ليبقى الزئبق لوحده يخلف مليون طن من النفايات، الأمر الذي دفع وزارة البيئة، في إطار إزالة التلوث، إلى غلق مركب عزابة لصناعة الزئبق ووضع مخطط لمعالجة تلك النفايات الخطيرة على صحة الإنسان، وكذلك الشأن بالنسبة لمادة الأميونت المسببة للسرطان، حيث قررت وزارة البيئة غلق أربع وحدات لصناعة الأميونت في كل من جسر قسنطينة بالعاصمة، مفتاح بالبليدة، زبانة بتيارت وأخرى ببرج بوعريريج.
المصدر :الجزائر: كريم كالي
الجزائر تسجل خسائر سنوية بقيمة 3.5 مليار دولار جراء تلوث البيئة
ونقل البيان الذي نشر اليوم (الخميس) عن رحماني قوله خلال تقديمه عرضا حول "السياسة البيئية في الجزائر" أمام لجنة الزراعة والصيد البحري وحماية البيئة، "إن الوزارة أعدت في وقت سابق دراسة بمؤشرات فنية وتقنية وإيكولوجية حول البيئة في الجزائر كشفت عن خسائر سنوية معتبرة ناجمة عن التلوث والسلوكات المضرة بالمحيط البيئي".
واضاف البيان ان حجم هذه الخسائر بلغ نحو 3.5 مليار دولار سنويا في الأعوام الماضية، وهو ما يمثل 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
واشار الى ان هذه الخسائر انخفضت في الوقت الحالي الى نحو 2.2 مليار دولار "بفضل جهود معتبرة بذلتها الوزارة على ثلاث جبهات، محلي ووطني وإقليمي".
واوضح البيان ان الحكومة الجزائرية وضعت استراتيجية مبنية على 15 نصا قانونيا يعنى بحماية البيئة والتنمية المستدامة، بالاضافة الى انشاء مؤسسات حديثة قادرة على تأطير السياسة البيئية منها الوكالة الوطنية للنفايات والمحافظة الوطنية للتدريب البيئي والوكالة الوطنية للتغيرات المناخية.
كما تم وضع آليات اقتصادية ومالية لتحفيز النشاط الذي لا يضر البيئة، بالإضافة الى فرض غرامات مالية على عدد المنتجات والأنشطة الاقتصادية الملوثة. (شينخوا)
الصحارى في العالم مهددة اليوم اكثر من اي وقت مضى
واضاف ان "الصحارى تملك امكانيات اقتصادية حقيقية ووسائل حياة تؤكد ان البيئة ليست ترفا بل عنصرا اساسيا في مكافحة الفقر وتحقيق اهداف التنمية التي حددتها الاسرة الدولية".
وقال التقرير ان الصحارى تشكل ربع الاراضي على الاقل في العالم اي 33,7 مليون كيلومتر مربع يقيم فيها 500 مليون شخص يقطنون فيها.
واكد احد معدي التقرير اندرو وارن استاذ الجغرافيا في جامعة لندن كوليج في مؤتمر صحافي في لندن ان مناظرها الفريدة وثقافاتها ونباتاتها وحيواناتهاالخاصة معرضة للزوال ما لم تتدخل الاسرة الدولية.
وقال ان "ما يثير قلقي هو انها مهددة اليوم اكثر من اي وقت مضى بالتغييرا المناخية والاستغلال المفرط للمياه الجوفية فيها والملوحة وانقراض حيواناتها".
وارتفعت حرارة المناطق الصحراوية ما بين 0,5 درجة ودرجتين مئويتين بين 1976 و2000 اي اكثر من نسبة الارتفاع البالغ وسطيا 0,45 درجة مئوية في بقية انحاء المعمورة. وقد ترتفع درجات الحرارة في الصحارى من خمس الى سبع درجات مئوية اضافية بحلول 2071-2100.
وقال التقرير ان جفاف الانهار والاستخدام غير الفعال في بعض الاحيان للمياه في الري والنمو السكاني ستعزز شح المياه. وتوقع ان تتأثر بذلك خصوصا السعودية وسوريا وباكستان وغرب الصين وتشاد والعراق والنيجر. واضاف ان شق الطرق والتلوث والسياحة والصيد تهدد الثروة الحيوانية في الصحارى التي يهدد الانقراض عدة انواع منها.
وتابع ان استخدام الصحارى معسكرات للتدريب العسكري او لاقامة سجون او مخيمات للاجئين يضر بها ايضا. وقال مساعد مدير مركز مراقبة الدفاع عن البيئة في الامم المتحدة زافيه زاهدي ان "هذه الصحارى هي انظمة بيئية ديناميكية وفريدة يمكن اذا عولجت بدراية ان تتضمن الرد على تحديات كبيرة نواجهها اليوم في قطاع الطاقة او التغذية او الطب".
ويمكن ان تتحول الصحارى الى محطات لتوليد الكهرباء لا تسبب التلوث في القرن الحادي عشر باستخدام مصادر مثل الشمس والرياح.
وقال زاهدي ان صحراء بحجم الصحراء الكبرى يمكن ان تلبي احتياجات العالم باسره للكهرباء.
واكد التقرير ان "حيوانات ونباتات برية تشكل مصادر جديدة للبحث اطبي والمنتجات الصناعية والزراعة". واشار الى نبتة النيبا التي تزرعها قبائل الكوكوبا في صحراء شمال غرب المكسيك ويمكن ان تقدم مردودا كبيرا في الحصاد موضحا ان "هذا النوع يمكن ان يقدم مساهمة كبيرة في الامن الغذائي ويصبح اكبر هدية تقدمها الصحراء للعالم".
كما تحدث عن اعشاب عثر عليها في صحراء النقب في اسرائيل يمكن ان تستخدم في علاج السرطان والملاريا واخرى اكتشفت في المغرب واريزونا والارجنتين تتمتع بصفات طبية. واكد التقرير ان "امكانيات استخدام اعشاب الصحراء في صنع الدواء تحتاج الى بحث".
الرماد البركاني في الجزائر سيتسبب بتلوث وإحتباس حراري
خبير جزائري يؤكد ان سقوط الامطار هو الخلاص الوحيد ويحذر: الرماد البركاني سيتسبب بتلوث وإحتباس حراري
حلّت سحب الرماد البركاني مساء يوم الثلاثاء بالجزائر، في حدث استثنائي أثار اعلان الطوارئ وسط دوائر الملاحة الجوية ومصالح الأرصاد، ويتوقع الخبير الجزائري الدكتور لوط بوناطيرو بتسبب هذا الرماد في تلوث كبير قد ينتج احتباسا حراريا.

الدكتور لوط بوناطيرو
الجزائر: غطت سحب الرماد البركاني محافظات وهران (400 كلم غرب) وبشار (ألف كلم جنوبي غرب)، وكذا تندوف (أقاصي الجنوب)، وهي ماضية في الانتشار حاليا ، مع احتمال امتدادها إلى مناطق أخرى في الصحراء الجزائرية والسواحل الشمالية في البلاد.
هذا الواقع دفع مجموعة “الجزائرية للطيران” المملوكة للحكومة، الى إنشاء خلية أزمة والتلويح بغلق مطارات وإلغاء رحلات جوية في المناطق التي يغطيها الرماد البركاني، فيما افاد متحدث باسم الشركة أنّ الأخيرة ترفض اتخاذ قرارات متسرعة وتحبذ التريث بهذا الشأن.
وفي تصريحات خاصة بـ”إيلاف”، يركّز بوناطيرو على كون عامل الرياح هو سبب وصول هذا السحاب إلى الجزائر ودول الجوار بفعل الوجهة الشرقية التي اتخذها هذا الرماد، كما يرى الدكتور بوناطيرو، أنّ انبعاث الرماد البركاني مجددا نتج عن لفظ الأرض لمخزونها الباطني منذ أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم، في صورة النشاط الطبيعي المعبّر عنه من خلال زلزالي هايتي والصين، وبركاني أندونيسيا وايسلندا، خلافا لما ظلّ سائدا من سبات طبيعي نسبي ومتباين في الكوكب الأرضي منذ العام 2004.
ويذهب د. لوط بوناطيرو المختص في علم الفلك وتقنيات الفضاء، إلى أنّ هذه الكتلة الرمادية مرشحة لتصير أكثر كثافة في حال تنامي انفجارات البركان الايسلندي، وينطوي هذا الرماد على خليط معتبر من البخار الملوّث والغازات، بهذا الصدد، يتوقع بوناطيرو أعطالا واحتباسات في مجال الملاحة الجوية، ولن يقتصر الأمر بحسبه على الطائرات العادية بل حتى تلك الصغيرة، إضافة إلى طوّافات الهيلكوبتر.
ويُرجع الخبير الأمر إلى الأضرار التي تلحقها الغازات بالأجهزة الالكترونية الحساسة على غرار محركات الطائرات، كما يلفت بوناطيرو إلى المحاذير الصحية، حيث سيعاني عموم المصابين بالأمراض المزمنة على غرار الربو والحساسية وغيرهما، وهو سيناريو سيشتد إذا ما طال الأمر وانتشر الرماد البركاني بصفة مكثفة في السماء، لذا يهيب بوناطيرو بمواطنيه والسلطات التزام جانب الحيطة والحذر.
وبشأن انعكاسات الرماد البركاني على البيئة في الجزائر، يشدّد على أنّ الظاهرة في تجلياتها تعدّ تلوثا طبيعيا بأتم معنى كلمة، تبعا لإفراز ذاك الرماد لعدة مركبات حمضية تقضي على صفاء الجو، ويرتفع معها حجم الرطوبة، فضلا عما قد يطرحه الغلاف الجوي المحلي من فضلات ترتفع بكثرة وينتج عنها احتباسا حراريا في الجزائر، على نحو ستكون له آثارا سلبية يكون زوالها مرهونا بمدة النشاط البركاني.
ويلّح د. بوناطيرو على أنّ الحل الوحيد لهذا الرماد البركاني وما يترتب عنه، يكمن في سقوط الأمطار، طالما أنّ هذه الأخيرة تربك السحاب وتدفع المواد التي يفرزها إلى التلاشي داخل الأتربة، ويضيف الخبير الجزائري أنّ هذا السيناريو حصل في السحاب الأول الشهر المنقضي، لدى وصول الرماد البركاني إلى مصر وعدد من الدول الآسيوية.
المصدر :كامل الشيرازي نقلا عن جريدة ايلاف الكترونية
السياسة البيئية الوطنية في الجزائر
حراك لتخفيض الانبعاثات الغازية الضارة في الجزائر
قضايا البيئة
جامعة الجزائر
كلية العلوم السياسية و الإعلام
معهد علوم الإعلام و الإتصال
قراءة كتاب بعنوان : الرهانات البيئية في الجزائر
ل: احمد ملحة
إعداد الطالب: تحت إشراف الأستاذين:
شادي عزالدين -شاوش رمضان زوبير
-سبتي رشيدة
السنة الجامعية: 2009-2010
الفصل الأول: الإدارة الدولية لقضايا البيئة
لقد حظيت القضايا البيئة باهتمام دولي منذ زمن بعيد،لكن بشكل ينقصه التنظيم و الإستمرارية، فخلال مدة 20عاما (1972-1992) تم عقد مؤتمرين عالميين ،البداية كانت بمؤتمر استكهولم بالسويد في جوان 1972 حول البيئة الانسانية و الذي انشأ بموجبه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، و ثانيا قمة الارض في جوان 1992 بريو دي جانيرو البرازيلية انتهت بثلاث وثائق رسمية و هي :اعلان ريو، الأجندة 21 ، المبادئ العامة للغابات.
و بين المؤتمرين السابقين كانت هناك بعض الجهود الدولية تمثلت في لقاء بلغراد عام 1975 و المؤتمر الدولي الحكومي للتربية البيئية في تبليس بروسيا عام 1977 .
هذا دوليا ، اما فيما يخص الشراكة الأورومتوسطية حول التعاون الاقتصادي المتوسطي فقد تأسست هذه الأخيرة في برشلونة عام 1995 و قد كانت البيئة ضمن اهتمامات و عمل هذه الدول المتوسطية و ذلك بتقييم المشكلات البيئية و تحضير برنامج عمل للحوض المتوسطي و إعتبار حوض المتوسط منطقة تجارية حرة ابتداءا من عام 2010.
الفصل الثاني: تنظيم قطاع البيئة في الجزائر
عرف قطاع البيئة في الجزائر خلال فترة تزيد عن 20 سنة حالة اللإستقرار في مؤسساته ، حيث أوكل القطاع خلال هذه المدة لعدة قطاعات حكومية (الري، الغابات، البحث العلمي ، التربية ، الداخلية )،و قد شهد هذا القطاع تدعيما في الإطار المؤسساتي و القانوني ،ففي الإطار الأول تم انشاء الصندوق الوطني للبيئة تتصرف فيه الوزارة المكلفة بالبيئة من أجل توزيع المساعدات الظرفية لدفع التنمية الصحيحة في البلاد و كذالك انشاء اللجنة الوطنية للبيئة مهامها اقتراح إلى الهيئات العليا للدولة العناصر الأساسية للسياسة البيئية.
أما فيما يخص الإطار القانوني فقد عرفت الجزائر سن العديد من النصوص القانونية و لعل أبرز هذه النصوص القانون رقم 83-03 المؤرخ في 05 فبراير 1983 المتعلق بحماية البيئة ،و الذي جاء بهذه التدابير:- ادماج فكرة ضرورة حماية البيئة- تدعيم النظام المؤسساتي- تدعيم التشريع البيئي.
الفصل الثالث: أوضاع بيئية في بعض ولايات الوطن
في هذا الفصل تطرق المؤلف إلى بعض الأوضاع و المشاكل البيئية التي تشهدها بعض المناطق من ولايات الوطن ، نجد في مقدمتها مشكل التلوث بكل أنواعه و أشكاله في المناطق الصناعية لكل من : عنابة ،تلمسان ،سكيكدة، وهران، عين تموشنت، العاصمة. إضافة إلى مشكل المياه القذرة و ما ينتج عنها من مضاعفات صحية و بيئية في كل من :وادي سوف، باتنة ، البليدة، بومرداس، تيبازة و الجزائر العاصمة.
زد على هذا مشكل النفايات الصلبة و السائلة، هذه المشاكل البيئية التي تعرفها معظم الولايات ان لم نقل كلها تجعل الأمر في غاية الخطورة ،و يتطلب حالة استعجالية و طارئة لتفادي تفاقم الوضع و خروجه عن السيطرة و الحد منه.
الفصل الرابع : أهم الإتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الجزائر
نتطرق في هذا الفصل إلى أهم الإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر ، و في مقدمتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ و ذلك سنة 1993 و التي تتكون من 26 مادة ، تهدف إلى تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان .
- بروتوكول مونتريال الذي صادقت عليه الجزائر يوم 20 أكتوبر 1992 حول طبقة الأوزون و الذي التزمت بمقتضاه بالقضاء تدريجيا على المواد المسببة لتهديد هذه الطبقة كما استفادت باعانات مالية من الصندوق متعدد الأطراف بكندا.
- في 06 جويلية 1995 صادقت الجزائر على اتفاقية التنوع البيئي (البيولوجي ) بعد التوقيع على هذه الإتفاقية إثر المصادقة عليها بريو دي جانيرو في 1992 ، و في هذا الإطار قامت بحماية 2241بالمئة من المساحة الكلية للبلاد، و هناك مناطق محمية أخرى هي في طور الإنجاز.
الفصل الخامس : أهم الرهانات البيئية في الجزائر
أحذت الجزائر على عاتقها مجموعة من الرهانات من أجل دفع عجلة التقدم و التنمية إلى الأمام و مواجهة بعض الأخطار و المشاكل التي تعرقل هذه التحديات.
و يعتبر مشكل نقص المياه في الجزائر أحد اهتمامات الدولة من خلال تسطير بعض المشاريع كبناء السدود و اعادة استعمال المياه القذرة و كذلك إنشاء محطات تحلية ماء البحر . ظاهرة التصحر هي الأخرى مشكل يزداد يوما بعد يوم لذا سارعت الجزائر للعبها دورها في انجاز الإتفاقية الدولية لمكافحة التصحر و هذا بمصادقتها بمرسوم رئاسي رقم 3-96 في 22 جانفي 1996 إضافة إلى هذا نجد قطاعي الغابات و السياحة اللذان يعتبران أهم القطاعات الإقتصادية في الجزائر، و عليهما أن يحظيان بالإهتمام الجيد لأهميتهما على مستوى الدخل الوطني ، فالسياحة إضافة إلى أنها عامل ترفيه و تسلية هي أيضا عامل للمحافظة على التراث الثقافي و الطبيعي.
اشكالية تسيير النفايات الصلبة و السائلة أحد المشاكل التي تواجهها الدولة لتأثيرها الكبير على البيئة و صحة الإنسان .
و قد انتهجت الجزائر كذالك سياسة الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال انشاء الحظائر الوطنية و كذلك المحافظة على المواقع المحمية.
التنمية المستديمة أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم و المجتمع الدولي من خلال نمو اقتصادي و اجتماعي بأقل استهلاك للموارد الطبيعية.
الفصل السادس:التربية و التوعية و الإعلام البيئي
في هذا الفصل ركز الكاتب بعض النقاط الهامة في عملية التحسيس بالمشاكل البيئية فيمايلي: - التربية البيئية من خلال ادراج المواضيع البيئية في المناهج الدراسية ، و كذا ابراز دور كل من المرأة و الطفل في الحفاظ على البيئة انطلاقا من أن المرأة هي المدرسة الأولى في عملية سقل السلوكيات السليمة لطفل .
-بناء استراتيجية اتصالية متينة و مدروسة باشراك كل الفاعلين من المؤسسات و الجمعيات و كذلك تفعيل دور وسائل الإعلام في عملية التحسيس و التوعية البيئية.
الفصل السابع: المحافظة على البيئة في برنامج الحكومة لسنة 2000
لقد سطرت الحكومة في برنامجها لعام 2000 سياسة استراتيجية للمحافظة على البيئة و ذلك من خلال تعزيز الإطار المؤسساتي و التشريعي و التنظيمي و كذلك الرفع من الكفاءة البيئية للمؤسسات ، إضافة إلى تشجيع دور الحركة الجمعوية و تعبئة التعاون الدولي في إطار حماية البيئة .
القيام ببعض المشاريع في مجالات تسيير النفايات , معالجة المياه القذرة ، التلوث ، تسيير الغابات الخضراء و الإرث الثقافي.
استنتاج عام :
إن موضوع البيئة و ما يحمله من تعقيدات و مشاكل على كل المستوايات الإجتماعية ، الاقتصادية ، الثقافية و السياسية أصبح اليوم هاجس و عائق كبير في تحقيق النمو و التقدم لكل بلدان العالم و خاصة البلدان المتخلفة .
فالبيئة لم تعد تهدد بلدا معينا بل العالم برمته ، الأمر الذي دعى إلى المشاركة الجماعية للتصدي لمشكل تدهور البيئة ،الذي هو في تزايد مستمر.
الجزائر كبلد يقع في القارة الإفريقية و ضمن البلدان المتخلفة ، ليس بمعزل عن هذه المشاكل البيئية إذ نجدها اليوم تولي اهتماما مقبولا للبيئة لكن غير كاف و يجب الإسراع في تسطير سياسة و استراتيجية بيئية للحد من تدهور البيئة و ذلك من أجل دفع عملية النمو و التقدم إلى الأمام.
رغم المشاريع و المؤسسات و النصوص التشريعية التي قامت بها الدولة إلا أنه يوجد خلل حول تطبيق هذه الإجراءات ، إلا أننا لا ننكر بأن الدولة حقيقة قامت بمجهودات حول حماية البيئة منها من أعطت ثمارها و منها منهي في مرحلة الإزهار.
و لحماية البيئة و الحد من استنزاف الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستديمة يمكن أن نقدم بعض الإقتراحات في النقاط التالية:
-تدعيم الإطار المؤسساتي و التنظيمي .
-سن القوانين و التشريعات البيئية و التطبيق الصارم لها.
-تفعيل دور الفاعلين حول حماية البيئة : المجتمع المدني، صناع القرار، المؤسسات،... و خاصة دور وسائل الإعلام الفعال في ترسيخ القيم و الثقافة البيئية.
-إدراج مواضيع البيئة في المناهج التعليمية لتحقيق التربية البيئية .
-تفعيل دور المرأة باعتبارها شريك فعال في المجتمع .
-إعداد استراتيجية اتصالية لتحقيق التوعية و الثقافة البيئية .
عنون الكتاب: الرهانات البيئية في الجزائر
التعريف بالكاتب: المهندس احمد ملحة من مواليد جويلية 1961 بعين الدفلى ، متحصل على ديبلوم مهندس زراعي سنة 1985 ، ثم شهادة دراسات عليا في علوم التسيير 1998 متخصص في علوم انتاج النباتات ، حيث اشتغل لمدة طويلة كرئيس مشتلة ثم كمستشار مكلف بالإعلام بكتابة الدولة المكلفة بالبيئة في السنيس الأخيرة .
قدم عدة محاضرات و ندوات حول البيئة و كان له دور في نشر التوعية البيئية عبر وسائل الإعلام المتنوعة .
مكان و تاريخ النشر : مطبعة النجاح ببن عكنون ،أفريل 2000 .
عدد الصفحات : بلغ عدد صفحات الكتاب 138 صفحة.
عدد الفصول : سبعة 07 فصول ، الأول تناول الإدارة الدولية لقضايا البيئة ، الثاني حول تنظيم قطاع البيئة في الجزائر و الثالث حول أوضاع بيئية في بعض ولايات الوطن، رابعا لأهم الإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر ،أما الفصل الخامس فتناول أهم الرهانات البيئية في الجزائر ،السادس تناول التربية و التوعية والإعلام البيئي ، أما السابع و أخيرا فتطرق إلى موضوع المحافظة على البيئة في برنامج الحكومة لعام 2000 .