إن علماء البيئة يولون اهتماما بالغا بالبيئة البحرية ، وقد تفشى القلق مؤخرا ، بسبب التهديدات الحديثة التي باتت تهدد حياة المخلوقات البحرية ، وتتسبب في هلاك أعداد غير بسيطة منها …
وفي هذا السياق فقد نشر موقع “راديو سوا” أنه أكد روبرت دياز، أستاذ علوم البحار في معهد فيرجينيا لعلوم البحار في دراسة نشرها مؤخراً، أن رقعة المياه التي تعاني من نقص الأوكسجين تزداد في مختلف القارات.
ويرى دياز أن اتساع رقعة “مناطق الموت” في البحار بات يُشكل تهديداً للبيئة البحرية. وأحصى في دراسته وجود أكثر من 400 منطقة تعاني من نقص الأوكسجين، تساوي مساحاتها مجتمعة مساحة بريطانيا كاملة.
ويتفق أغلب العلماء على أن الظاهرة، التي ترجع أسبابها إلى الإنسان، تتفاقم بدءاً من فصل الصيف وحتى الخريف، وتوجد أكبر مناطق الموت هذه في بحر البلطيق.
وفي هذا السياق توصل روتغر روزنبرغ، أستاذ الأحياء البحرية في جامعة غوتبورغ السويدية في دراسة جديدة إلى أن ربع البحار تعاني من انخفاض كمية الأوكسجين المذاب في مياهها، ويزداد هذا النقص إلى درجة تصعب معها إمكانية عيش الأسماك والقشريات.
ويقول روزنبرغ أن هذه الظاهرة تنتشر في عمق البحار بداية من عمق 80 متراً، وهو ما أدى إلى تراجع أعداد سمك القد الأطلنطي بشكل كبير.
وحين تضع الإناث بيضها في وقت التكاثر، تنزله إلى العمق حتى تجد نسب أكبر من الملوحة، وهذه المناطق بالتحديد تعاني من نقص الأوكسجين.
لذلك فإن هذا النوع من السمك يواجه مصاعب جمة في البقاء على قيد الحياة في ضوء هذا الظاهرة. من ناحية أخرى، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تزيد من تفاقم هذه المشكلة، فنسبة الأوكسجين المذاب في الماء تقل بارتفاع درجة الحرارة.
واكتشفت هذه المعلومة نتيجة لدراسات أجراها العلماء الفنلنديون، الذي يرون أن حل مشكلة البحار الميتة يبدأ من القطاع الزراعي في المقام الأول، من خلال منع تسرب الأسمدة الزراعية إلى مياه الأنهار والبحار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق