تربية الخيول تتراجع بالنعامة

رغم أهميتها في إحياء المناسبات والتظاهرات الشعبية
تربية الخيول تتراجع بالنعامة
الفروسية لعبة شعبية متوارثة عبر الأجيال ب
سجّلت ولاية النعامة تراجعا ملحوظا في تربية الخيول، التي تناقص عددها بشكل لافت للإنتباه، خاصة خلال العشرية الماضية؛ حيت أصبحت لا تتجاوز 400 رأس، حسبما أكّده المهتمون بهذا النشاط، بمنطقتي تيوت وعين بن خليل.
ألف هؤلاء المربون، في سنوات ماضية، تدعيم مضمار سباق الخيل والرهان بمدينة المشرية؛ الأمر الذي شجّعهم على تربيتها. لكن سرعان ما تخلى الكثير منهم عن هذا النشاط، فيما فضّل بعضهم التوقف عنه مؤقتا. في حين أبدى فريق آخر عدم رغبته في مزاولته، نهائيا، لقلة الطلب على الخيول من جهة وغلاء مصاريف التربية من جهة ثانية. حيث يشير عدد من المربين أن الاعتماد على مادة التبن في تغذية الخيول قد يؤدّي إلى إفلاس المربي، في مدة لا تتجاوز السنة. وإذا ما تمّ الإعتماد على العلف بالشعير، فإن الحصان الواحد يستهلك أكثر من 10 كيلوغرامات، يوميا. وهو أمر يحذّر منه البياطرة، بسبب انعكاساته السلبية على الحيوان. وينصحون بأهمية المساحات الرعوية في تربية الخيول. غير أن تقلّص هذه المساحات، بسبب المحميات الرعوية والحرث الفوضوي، وهي عوامل أدّت إلى غياب المواقع. وأمام هذه الوضعية، تفضل العديد من العائلات الريفية التركيز على تربية الأغنام والأبقار، بدلا عن تربية الخيول، التي لا تغري بأيّ ربح ماديّ سريع. في وقت يكتفي فيه بعض الأعيان بالمحافظة على هذا النشاط المتأصل بمناطق حميان، العمور والمجادبة، لإحياء المناسبات خاصة (الوعدة) والاحتفال بالأعراس وتنظيم العاب الفروسية والفنطازية، مع الحرص على اقتناء الجواد العربي الأصيل، لمهارته المتميّزة في مثل هذه المواعيد. ويؤكد العارفون بخبايا تربية الخيول بالنعامة أنه رغم التخلي التدريجي عن هذا النشاط، إلا أن الحصان ''النعاموي'' ما يزال يحظى بمكانته بين سكان المنطقة، لأنه يحمل ميزات ورموز الرجولة والشجاعة. ومن هنا يبقى الارتباط بالخيل أمرا مهما، رغم تقلبات الزمن وقلة الاهتمام وغياب التحفيز من الجهات الوصية. ودائما، حسب مصادرنا، فإن حرص المهتمين بالخيل لابد أن يتوجّه إلى إنشاء جمعيات تدافع عن مصالحهم وتسعى إلـى المطالبة بالدعم المالي، على غرار ما يحظى به مربو الجمال بجنوب الولاية. مع تنظيم التظاهرات الفنيّة والأيام الدراسية، التي تعرف بأبعاد تربية الخيول، قصد الحفاظ على ما تبقّى منها. وتلقين فنونها للشباب، في ظلّ تخصيص مساحات واسعة للرعي والتمارين وتوفير المواد العلفية بالأسعار المعقولة. ولم يتردّد أحد عشاق الفنطازية بمدينة المشرية في الحديث عن أسعار الخيول، التي قد تصل إلى ستين مليون سنتيم للحصان الواحد، إذا ما توفرت العناية اللازمة وكان من سلالة الدم العربي الأصيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق